تستهدف الشركة تقليص الهدر في الغذاء 30% على طول سلاسل التبريد
تعرفوا على سوليكس: شركة تهدف إلى إحداث تحول في صناعة الأغذية.
سوليكس هي شركة مطورة لسلاسل التبريد وتقوم بتنفيذ مشروع مبتكر جنوب الجيزة باستثمارات 150 مليون دولار، والذي سيساعد في تقليل هدر الطعام وتغيير طريقة عمل منتجي الأغذية. حاورت إنتربرايز أندرو دانيال (لينكد إن)، مؤسس ورئيس مجلس إدارة سوليكس، لمعرفة المزيد عن الشركة وما تقوم به. وإليكم مقتطفات محررة من الحوار:
سوليكس ستكون أول مركز لسلاسل التبريد الصناعي واللوجستي في مصر.
أسسنا الشركة منذ عامين واشترينا قطعة أرض على مساحة 509 آلاف متر مربع في الجيزة على طريق الصعيد الحر الشرقي، لتصبح منطقة صناعية لوجستية مبردة باسم ” سوليكس تي آر سي ” تخدم خمس محافظات هي الجيزة، والفيوم، وبني سويف، والمنيا وأسيوط.
التصنيع الغذائي المبرد في مصر يواجه مشكلتين أساسيتين:
المشكلة الأولى أن تكلفة الإنفاق الرأسمالي عالية جدا، والقاعدة الذهبية للاستثمار في المنتجات المجمدة أو المركزات هي أن ثلثي التكلفة تنفق في الثلاجات والثلث في المصنع نفسه، ويؤدي ذلك إلى عزوف كثيرين عن الاستثمار في مجال الاستثمار الغذائي المبرد لأن ثمن التبريد مرتفع للغاية. والمشكلة الثانية هي كفاءة الاستخدام، فالبطاطس على سبيل المثال تستخدم الثلاجة لمدة 9 أو 10 شهور، وتبقى الثلاجة لشهرين في السنة دون استخدام، وتكلفة الشهرين يجري تحميلها في النهاية على سعر المنتج دون أن تستخدم الثلاجة.
لحل هذين المشكلتين، قمنا بدراسة السوق في هذه المحافظات الخمسة في الصعيدووجدنا أن لدينا فاقد في الخضروات والفواكه بنسبة 30%
بسبب عدم وجود بنية تحتية سليمة للسلاسل التبريد، فعلى سبيل المثال تحدثنا مع مزارعي الطماطم، والذي قالوا إن في بعض المواسم نترك الطماطم في الأرض ونهرسها كسماد لأن ذلك أرخص من تكلفة نقلها. لذلك فكرنا في حل لإنشاء بنية تحتية لسلسلة التبريد قريبة من المزارع تشمل ثلاجات لتخزين المحصول وبيعه خارج الموسم، وتوفير التكلفة المرتفعة للغاية للاستثمار في الثلاجات.
عملنا على تأسيس سلسلة تبريد بطريقة مختلفة، وهي إنشاء منطقة صناعية مبردة، بها مصانع لكن الثلاجات مشتركة بينها. نحن نستثمر في الثلاجات لنقلل التكلفة الاستثمارية على المنتج الزراعي، وصممنا المخطط العام للمدينة بحيث يكون هناك ثلاجة في الباب الخلفي لكل مصنع. وبذلك يركز المصنع الزراعي على التصنيع دون الحاجة للاستثمار في التبريد. نحن نوفر له خدمة تأجير مساحة تخزين شهريا.
نموذج الأعمال لدينا هو بيع المصانع بنظام تسليم المفتاح وتأجير الثلاجات.
لدينا مساحتان مختلفتان من المصانع، كما لدينا إمكانية بناء المصنع بحسب متطلبات العميل. وبعد ذلك صممنا المدينة لكي تكون مجتمعا مكتفيا ذاتيا به كل ما يحتاج الصانع من خدمات حتى يصل بمنتجه إلى الأسواق، من تصنيع الطبالي إلى مواد الطباعة، وكذلك التسويق والشحن.
لدينا خمس مراكز تجميع بالخمس محافظات، يقوم كل مركز بتجميع الإنتاج من المزارعين، وبعد ذلك ينقل الإنتاج في شاحنات مبردة إلى المنطقة المركزية في سوليكس تي آر سي في الجيزة. يدخل الإنتاج هناك في الثلاجات الأكبر حجما وتسحب منها المصانع للتصنيع، وإذا لم يباع الإنتاج فورا يعود مجددا للثلاجات وهو منتج نهائي. كل خدمات التبريد تلك لا يستثمر المنتج فيها، هو فقط يدفع ثمن الخدمة التي يأخذها، وفي نفس الوقت يكون قد وصل بمنتجاته إلى منطقة تصديرية.
نستهدف تقليص الفاقد بنسبة 30% على طول سلسلة التبريد. 16% من الهدر نوفره من المزرعة وحتى مركز التجميع، ومن شاحنات التبريد للمدينة نوفر فاقدا بنحو 8%، ثم نوفر 6% من الفاقد خلال التصنيع عن طريق معالجة مشاكل التسريب وعيوب التبريد التي تحدث خلال عملية التصنيع نفسها.
الأسبوع المقبل نوقع عقدا من شنايدر إليكتريك لنصبح أول مدينة لوجستية صناعية ذكية في الشرق الأوسط.
سنعمل مع شنايدر على أن يكون لدينا قدرة على تتبع المنتج “من المزرعة إلى الشوكة”. وبذلك سنتمكن من تتبع ثمرة الطماطم من خلال ملصق من الحقل وحتى تصل إلى المستخدم النهائي في إيطاليا أو إسبانيا. للأسف أحد مشكلات التصنيع المبرد التي أساءت لسمعة بعض المنتجات المصرية هي أن فئة صغيرة من أصحاب شاحنات التبريد كانت تطفئ الثلاجات لبعض الوقت أثناء النقل مما يصيب المنتجات بالتلف. ولذلك سيكون لدينا مسجل بيانات في الشاحنات لتتبع المنتج. نريد أن نقدم حلولا ذكية في التتبع والتحكم في كل مرحلة وكل عملية من درجة الحرارة، للإضاءة، للتبريد، وحتى الأمن.
ستعمل المدينة بالطاقة الشمسية كي نوفر في استهلاك الكهرباء التي تمثل 85-90% من التكلفة التشغيلية للثلاجات.
ستغطي الطاقة الشمسية 40% من إجمالي استهلاك المدينة المقدر أن يبلغ 80 ميجاوات. ونحاول أن نحصل على قطعة أرض من مدينة طربول للتوسع في العمل بالطاقة الشمسية. الطاقة الشمسية أمر أساسي بالنسبة لسوليكس التي تعد شركة شقيقة لـ ” آي آر إس سي ” التي أسسناها في عام 2011 وهي حاليا اللاعب الرئيسي في مجال تركيب المحطات الشمسية للمنشآت الصناعية والتجارية بالسوق المصرية.
هدفنا أن تكون سوليكس مدينة للتصدير قادرة على تلبية متطلبات أي سوق من ناحية الاستدامة، لذلك الطاقة الشمسية عامل أساسي كي نحقق ذلك. حاليا هناك خمس صناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة سيطبق عليها متطلبات آلية تعديل حدود الكربون الأوروبية، أحدها هي الأسمدة التي تؤثر على صناعة الأغذية بشكل غير مباشر. ونتصور أن آجلا أم عاجلا كل الصناعات سيطبق عليها اشتراطات تلك الآلية، لذا نحن نتجهز من الآن لنكون مستعدين لأي متطلبات تتعلق بالاستدامة من أي مشتر في العالم. نهتم أن تكون كل ثلاجاتنا حاصلة على شهادة الأيزو، وأن تكون كل مصانعنا حاصلة على شهادات إيدج للبناء المستدام، كما تخدم سوليكس 11 هدفا من أهداف التنمية المستدامة، فالأمن الغذائي لا يتم دون استدامة، استدامة في كل شيء، من الحفاظ على مستوى الجودة وحتى وفر الطاقة.
نتفاوض حاليا مع إحدى أكبر شركات الشحن البحري في العالم، لتنقل المنتجات المعدة للتصدير إلى الموانئ ثم عبر البحار. نحاول مساعدة المنتجين كي يكون لديهم كل المقومات للتصدير، نساعدهم في المعارض الدولية وتسويق المنتجات خارج مصر، ونعمل حاليا كذلك مع وزارة الزراعة لإنشاء معمل لتحليل المتبقيات. تجمع المنتجين في مدينة واحدة ذكية يتيح لنا العمل وفقا لاقتصاديات الحجم، وإتاحة كل الخدمات للمصنعين في مكان واحد بأعلى جودة وبأقل سعر. نحن نتفاوض مع مقدمي الخدمات نيابة عن المصنعين، وعندما أتفاوض مع شركة الشحن العالمية على سبيل المثال ألزمها أن تعمل مع كل المنتجين داخل “سوليكس تي آر سي” وتمنحهم جميعا نفس السعر المميز. وأحد الحلول الذكية التي سنعمل مع شنايدر عليها هي إنشاء تطبيق إلكتروني ونظام نقاط ومكافآت تتيح للعميل عروضا على كل خدمات المدينة مثل الشحن والطباعة والتسويق وكذلك التأمين، فنحن سنوقع أيضا قريبا اتفاقية مع شركة تأمين لتتيح خدماتها لكل المصنعين في المدينة.
نتوقع أن يبدأ أول مصنع في المدينة التشغيل خلال 12-15 شهرا من الآن.
ستضم المدينة 60 مصنعا و13 ثلاجة بسعة 15 ألف طبلية لكل ثلاجة. وحتى الآن وصلت الحجوزات لدينا في المرحلة الأولى 60%. نأمل في استكمال المشروع بالكامل خلال 4.5-6 سنوات من الآن. ونستهدف الوصول إلى مرحلة تغطية التكاليف بالنسبة للثلاجات خلال 7 سنوات من تشغيلها في حين نستهدف تغطية تكاليف إنشاء المصانع خلال ثلاث سنوات وشهرين.
لدينا خطة لإنشاء 4 مدن أخرى على غرار سوليكس تي آر سي في مصر، كل واحدة تخدم خمس محافظات. الأولى في مدينة بدر البحيرة حيث يوجد أكبر إنتاج للفراولة لذا هناك حاجة لإنشاء مدينة صناعية لوجستية مبردة هناك، وستخدم تلك المنطقة الدلتا من الناحية الشرقية. وندرس أيضا إنشاء مدينة أخرى بالقرب من البحر المتوسط تخدم الدلتا الجديدة التي تقترب مساحتها من مليوني فدان لتخدم الدلتا من الناحية الغربية، ومدينة ثالثة بالواحات البحرية قد تكون في الفرافرة، ورابعة في شرق العوينات.
أجرينا مباحثات أيضا مع إحدى الدول الأفريقية المهتمة بنموذج سوليكس.
لو قلنا أن لدينا فاقد 30% بسبب عدم وجود بنية تحتية ملائمة للثلاجات أو التخزين المبرد، فالفاقد من منتجات الألبان في أفريقيا يصل إلى 75-80% بسبب عدم وجود ثلاجات وبسبب نقص الكهرباء. لذا نسعى لهذا النموذج من المدن المتكاملة التي تعمل بالطاقة الشمسية والبطاريات في أفريقيا تكون مكتفية ذاتيا، ويمكن تكرار هذا النموذج في أماكن أخرى.